هل تؤيد القول أن كل الشركات أصبحت شركات برمجيات؟ هل هذا يتوافق مع حقيقة أن البرامج أمست أكثر تعقيدا، خاصة مع ظهور تكنولوجيا الأنظمة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، ناهيك عن تجربة المستخدم والتصميم وحماية البيانات؟ هل هذا بسبب النقص الكبير في مختصي البرمجة، وأصبح من الضروري الاعتماد على النفس، أم أن هنالك طرق جديدة للبرمجة أصبحت بمتناول الجميع؟ هل سرعة التغيير في الاحتياجات والتغير المستمر في أنظمة العمل والقوانين وراء ذلك؟

 

كثير من التساؤلات تُطرح، والكثير من التعقيدات تتشابك في الثورة التقنية التي تسيطر على حاضرنا، لكن يبقى السؤال الأهم هل قامت الشركات – شركات البرمجيات وغير شركات البرمجيات والتي اختارت أن تمتلك فريقها الخاص من المبرمجين لأي سبب كان – بتحضير وتجهيز طواقم عملها لما هو قادم؟ هل قاموا بمراجعة افتراضاتهم وخططهم للعام 2022 وما بعده؟

 

outsystems1

 

أن المستقبل التقني في عالم البرمجيات وتطوير النظم والتطبيقات يشير أنه على الجميع البدء فورا في تطوير فرق عملهم من المبرمجين ومهندسي البرمجيات في الجوانب التالية

 !والتي أمست اليوم ركائز أساسية في عالم البرمجة

 

DevSecOps


بالماضي القريب جدا – شهور – كان الحديث عن DevOps بأنها موضة العصر التقني، ومن أهم احتياجاته، إلا أن عجلة التغيير مستمرة، والاحتياج أكبر. يمكن تعريف DevOps بأنها عملية تقريب مطوري البرمجيات ومهندسي التشغيل من بعضهم، للعمل بشكل تعاوني أكبر لتسريع الابتكار ومواكبة عجلة التطور، بما يضمن كسر الحواجز التقليدية بين الفريقين، والآن مع استمرار حصول حماية البيانات على المركز الأول من حيث الأهمية بين التقنيين والإداريين على السواء، أصبح أيضا من الضروري إيجاد آلية لتقريب فريق الحماية وأمن المعلومات من فريق الـ DevOps ليظهر لنا اليوم ما يسمى بـ DevSecOps.

 

outsystems2

 

إذا DevSecOps هي عملية تعاونية بين فرق مطوري البرمجيات وأمن المعلومات ومهندسي التشغيل لتطوير تطبيقات أكثر أمانا؛ بحيث تتم عملية التحقق من متطلبات الحماية الأمان بشكل مستمر في كل مرحلة من الدورة البرمجية. ومن هنا يظهر المسمى الوظيفي الجديد، لتكون الخصائص المشتركة بين هذه الفرق في شخص واحد ذو كفاءة مسماه الوظيفي DevSecOps (Junior, Senior, Specialist, Engineer, etc.).

الآن، هل يمكن تحقيق ذلك في شخص واحد؟ هل هنالك لغات برمجة بإمكانها تحقيق هذا الشي بسهولة لدى شخص واحد؟ لنتريث قليلا ونرى ماذا يوجد أيضا في ضمن حقيبة المستقبل الرقمي.
 

Hybrid Integrations


تمتلك المنظمات والشركات والجهات الحكومية العديد من الأنظمة القديمة التي تلبي احتياجاتها العملية بشكل ممتاز في الغالب، لكنها في نفس الوقت لا تعكس الرؤية الحقيقية للجهة، ولا تلبي في معظم احتياجات المستخدمين المتغيرة باستمرار، مثل تجربة المستخدم ونشر الخدمات الإلكترونية. الخيار هنا إعادة البناء للأنظمة بما يتوافق مع رؤية العصر، أو الاستبدال بأنظمة جاهزة (منتجات) تلبي الاحتياج، ولا خيار لإبقاء الحال على ما هو عليه، كما يبقى عنصر الوقت والموارد المالية هو الحكم.

 

outsystems3

 

في جميع الأحوال تعمل هذه الأنظمة كل بتقنيته، فمنها ما هو مبني بلغات الجيل الرابع مثل الأوراكل ومنها باستخدام .Net وغيرها بالجافا وآخر PHP، ومنها ما هو محلي على خوادم الجهة ومنها ما هو على الخوادم السحابية. وحتى تستطيع الخروج بنافذة خدمات إلكترونية موحدة للعموم، تحتاج بناء عملية ربط موحدة بين هذه الأنظمة، وحتى تستطيع بناء لوحة قيادة (Dashboard) لأصحاب القرار، تحتاج أن تجمع المعلومات من مختلف الأماكن والمصادر؛ وعليه يكون التحدي كبيرا على مطوري البرمجيات للتعامل مع كل ذلك بسهولة وسرعة تعكس الاحتياج والتعقيد المذكور. وهنا نعود مرة أخرى للسؤال "هل هنالك لغات برمجة بإمكانها تحقيق هذا الشي بسهولة؟"

 

Low Code 


هل تعلم أن الدراسات تشير إلى أن 70% من التطبيقات والأنظمة الحاسوبية الجديدة ستكون مبنية باستخدام البرمجة قليلة الأكواد أو حتى عديمة الأكواد بحلول العام 2025.
هل ستدخل السباق؟ هل ستكون مع المستقبل الرقمي، وتعمل على جاهزية فرق العمل لديك لهذا المستقبل؟
هل بدأت التفكير بإجابة هذا السؤال: هل هنالك لغات برمجة بإمكانها تحقيق هذا الشي بسهولة؟

ما هي البرمجة قليلة الأكواد (Low Code)؟ سؤال يستحق الوقوف عليه مطولًا

 

Cloud-Native Platforms


(SaaS) مصطلح استطاع تغيير الاقتصاد الرقمي، وهو باختصار عملية الحصول على الأنظمة والتطبيقات التي تحتاجها لأداء مهامك اليومية عن طريق الاستئجار (اشتراك شهري/سنوي) دون الحاجة لتجهيز أي بنية تحتية من الخوادم لتشغيل النظام، حيث تكون جميع الأنظمة متوفر من خلال الخوادم السحابية (On-cloud).

ظهور مثل هذه الخدمات، وضع فرق تطوير البرمجيات في تحد كبير لبناء التطبيقات بشكل مستقل تماما عن البنية التحتية التي سيتم تشغيل هذه الأنظمة عليها، وفي نفس الوقت الحصول على الفائدة القصوى من الهيكلية السحابية.

يعتمد مفهوم الهيكلية السحابية على أربعة أعمدة رئيسة، وتحتاج فرق التطوير أن تكون على دراية كاملة بها والبدء بتطوير قدراتهم البرمجية بالاعتماد عليها، وهذه الأعمدة باختصار هي


Microservices

هي عبارة عن إجراءات تعمل بشكل مستقل تماما لتنفيذ عمليات معينة في النظام، ويمكن تحديثها والتعديل عليها دون التأثير على أي إجراء آخر


Containers

تسمح الحاويات بتشغيل أكثر من نظام على الخادم الافتراضي بحيث تستطيع هذه الأنظمة الإفادة من الخصائص المشتركة فيما بينها دون الحاجة للتكرار. تعرف على هذا المفهوم بشكل أوسع


Dynamic Orchestration

باختصار هي القدرة على ضبط إعدادات النظام بشكل يدوي من قبل المستخدمين، وهنا نتذكر مبدأ SaaS بحيث يكون النظام متاح لمجموعات مختلفة من المستخدمين وكل له احتياجه الخاص وبيانته الخاصة التي يجب أن تكون بمعزل تام عن المستخدمين الآخرين

Continuous Delivery

التحديث المستمر على الأنظمة والتطبيقات بما يتناسب مع التغييرات المستمرة والسريعة، لا يعني بالضرورة وجوب إعادة بناء النظام كاملا ونشره من جديد، يجب أن يكون النظام قادرا على نشر التحديثات الجديدة والتعديلات فقط قدر الإمكان.

نلاحظ هنا أن التحدي كبير، وهنالك الكثير أيضا من المعطيات التي يجب أخذها بالاعتبار عند بناء النظم والتطبيقات، مما زاد من المسؤولية الملقاة على عاتق فرق التطوير بشكل كبير؛ لذلك أصبحت مرحلة تطوير القدرات لمواكبة المستقبل الرقمي إجبارية وليست خاصية من الجيد الحصول عليها فقط، ونستمر بالتساؤل هل تستطيع لغات البرمجة قليلة الأكواد قيادة فرق المطورين للتعامل مع هذه التحديات كأسلوب حياة؟

DesignOps


تستمر عملية تقريب الفرق وزيادة التعاون فيما بينهم، فكما بينا سابقا أهمية التقارب بين فرق المطورين وأمن المعلومات والتشغيل، أيضا لحفظ الوقت وتسريع عملية الإطلاق نجد من المهم أيضا ضرورة بناء التقارب بين فرق تطوير الواجهات الأمامية (Front-end) وخبراء تصميم تجربة المستخدم (UI/UX)، ومثال ذلك استخدام مكتبات مشتركة للأدوات المستخدمة في التطوير.

تعتبر عملية DesignOps إحدى أهم خصائص البرمجة قليلة الأكواد، فعلى سبيل المثال، توفر منصة OutSystems لفرق التطوير مجموعة لا متناهية من قوالب العمل، تم تصميمها بناء على مجموعة واسعة من تجارب المستخدمين وآراء المطورين بحيث تعكس الاحتياج الحقيقي لبناء النظم والتطبيقات، بما يتناسب مع المستقبل التقني. وهذا يؤكد من جانب آخر أهمية إعادة الاستخدام، فعلى مطوري النظم والتطبيقات دائما التفكير بإنتاج ما هو قابل للاستخدام مرة أخرى في نفس التطبيق أو تطبيقات أخرى.

تحدٍ جديد يظهر لفرق التطوير، وهو مراقبة أداء المستخدمين للأنظمة والتطبيقات بشكل آلي، بحيث تستطيع هذه الأنظمة قياس تجربة المستخدم الحقيقية فيما يتعلق بالوقت المستغرق في تنفيذ الإجراءات واتباع أفضل الممارسات وسهولة التنقل بين خصائص النظام والإفادة منها قدر الإمكان وصولا إلى القدرة على استخدام النظام دون الحاجة للتدريب قدر الإمكان. وهذه هي واحدة من أسباب ظهور علوم خاصة في العالم التقني مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وقواعد البيانات الضخمة

 

PWA


Progressive Web Apps يأتي التحدي هنا بالقدرة على تطوير أنظمة ويب قادرة على الإفادة من خصائص الجهاز الذي تعمل عليه، وكذلك توفير العديد من الخصائص الأخرى التي يمكن أن تعمل دون الحاجة للاتصال بشبكة الانترنت. بالإضافة أيضا، وهو الأهم، القدرة للوصول للتطبيق دون الحاجة لتزيل النظام أو التطبيق من المتاجر الإلكترونية الخاصة. إذا تكمن مسؤولية المطورين في إنتاج أنظمة بالخصائص التالية:
 

تعمل على الويب مباشرة دون الحاجة للتنزيل من المتاجر الإلكترونية -
الإفادة القصوى من خصائص الجهاز الذي تعمل عليه -
تستطيع إتمام إجراءات العمل دون الحاجة للاتصال بالإنترنت -

 

Outsystems4

 

واحدة من أهم أسباب ازدياد الطلب على مثل هذا النوع من الأنظمة والتطبيقات في العام 2022 هو عدم رغبة المستخدمين بتكدس التطبيقات في أجهزتهم، وكذلك عدم توافر خدمة الاتصال بالإنترنت في جميع الأوقات والكثير من المناطق.

نعود مرة أخرى لطرح السؤال
هل قامت الشركات بتجهيز فرق عملها للعام 2022 وما بعده؟ هل ستكون ضمن صفوف شركات المستقبل الرقمي؟
الجواب بكل وضوح واختصار، حتى إن لم تفعل، يمكنها البدء الآن، فالطريق سهل لتحقيق ذلك. نعم التحدي كبير جدا والمتطلبات كثير ومعقدة، ويكاد العقل لا يستطيع التفكير بها. تجربة مستخدم، أمن معلومات، تصميم، متجر إلكتروني، أنظمة سحابية، إنترنت، دمج، علوم البيانات، تغيير مستمر، سرعة، ابتكار، ذكاء اصطناعي، بيانات ضخمة، وتستمر القائمة ويزداد التحدي.

نعم الطريق سهل، والجواب هو البرمجة قليلة الأكواد (Low Coding)، هذا هو المستقبل الرقمي لمطوري الأنظمة والتطبيقات، يستطيع شخص واحد أن يجمع بين هذه التحديات جميعا، ويسبق الحاضر ويكون جزءًا من عجلة التسارع التقني بسهولة

تعتبر منصة OutSystems للبرمجة قليلة الأكواد القائد الريادي لمطوري العصر التقني الجديد، حيث تقدم لهم منصة برمجية تعمل على إزالة كافة العوائق والتعقيدات، وقادرة على سد الفجوة لتمكين النمو الأسرع

مرحبا بكم في المستقبل الرقمي
مرحبا بكم في عالم برمجي ليس حصرًا على المبرمجين

 

إضافة تعليق جديد

This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.